الحيوان المنقرض هو الحيوان الذي مات كل أفراد نوعه. فالانقراض عملية ظلت تحدث منذ أن ظهرت الحياة على الأرض، ولا يُعرف السبب الذي يؤدي إلى انقراض الحيوانات على وجه التحديد. ويعتقد كثيرٌ من الباحثين أن هناك توازنًا في الطبيعة لكي ينشأ نوع جديد ينتج عنه فقد أو انقراض نوع موجود. وقد وجد الباحثون أن النوع يميل لأن يعيش مدة معينة من الزمن، ثم يختفي. فمثلاً، تعيش أنواع الطيور والثدييات نحو مليون سنة. وهناك أنواع من المحار الملزمي والقواقع قد تعيش 10 أو 12 مليون سنة. ومعظم أنواع الحيوان الحية اليوم يمكن تتبع أحافيرها إلى ما قبل ملايين السنين.
أنواع الانقراض. يميز الباحثون عدة أنواع من الانقراض: فبعض أنواع الحيوان تصبح ببساطة منقرضة ولا تترك أي سلالة؛ مثلاً نجد أن مجموعة من الحيوانات الأولى الشائعة كانت المحاريات المسطحة المسمَّاة ثلاثية الفصوص. ولكنها انقرضت كلية منذ حوالي 240 مليون سنة. ونجد أنواعًا أخرى تتحول تدريجيًا إلى الانقراض في أجيال كثيرة، لكنها تترك أنواعًا من سلالتها التي قد تختلف قليلاً عن النوع الأول. مثلاً، الحصان القديم المدعو إيوهيبوس أو هاراكوثيرويوم كانت قامته ـ كما يرى بعض العلماء ـ لا تزيد على 25 إلى 30سم في الارتفاع عند الكتف وله أربعة أصابع في كل من قدميه الأماميتين.
ومن خلال الأحافير، فإن الباحثين تتبعوا حوالي 30 نوعًا خلال 60 مليون سنة من إيوهيبوس حتى الحصان الحديث. وكل نوع له ملامح مختلفة قليلاً، كأن يكون الجسم أكبر أو أصابع القدم أقل من أسلافه المنقرضة.
وفي حالات أخرى، فإن أعدادًا كبيرة قد انقرضت في أوقات معينة من تاريخ الأرض. وأدَّت مثل هذه الحلقات من الانقراض الجماعي إلى ظهور مجموعات حيوانات جديدة سادت بيئة الأرض لملايين السنين بعدئذ. وهكذا، فإن اختفاء الديناصورات أثناء انقراض جماعي منذ 65 مليون سنة سمح للثدييات أن تكون هي المسيطرة.
أسباب الانقراض. يعتقد العلماء أن معظم الحيوانات المنقرضة قد انقرضت بسبب تغيرات في بيئتها، مثل برودة المناخ، أو فقد مصادر طعامها، أو تحطيم مأواها. ولكن الباحثين غالبًا مايختلفون حول السبب المحدد للانقراض؛ فهم، مثلاً، يقدمون كثيرًا من النظريات عن سبب اختفاء الديناصورات: من ذلك اصطدام كويكبة بالأرض وعدم قدرة الديناصورات على أن تنافس الثدييات بنجاح من أجل الطعام. انظر: الديناصور . (http://www.qatarshares.com/vb/showth...E4%C7%D5%E6%D1)
تسبب الإنسان في انقراض كثير من الحيوانات. وبعض الأنشطة، مثل الزراعة والصيد وقطع الأشجار، أو مجرد استقرار البشر، تسهم في عمليات الانقراض. واليوم، فإن نمو مساحات المدن وتلوث البيئة بمبيدات الحشرات والنفايات الصناعية تسبب تهديدات خطرة لكثير من الأجناس.
انقراضات ماقبل التاريخ. حدثت عدة انقراضات جماعية عظيمة في أزمنة ماقبل التاريخ. وأكبر انقراض جماعي حدث قبل ما يقرب من 240 مليون سنة في نهاية العصر البَرْمي، حيث اختفى 96% من كل أنواع الحيوانات. كما حدثت انقراضات جماعية مرتين أثناء عصر الميسوزوي؛ مرة منذ حوالي 205 ملايين سنة ومرة أخرى منذ حوالي 138 مليون سنة حين انقرضت كثير من أنواع البرمائيات والزواحف. وأكثر انقراض جماعي معروف لدينا هو الذي حدث منذ حوالي 63 مليون سنة عندما انقرضت الديناصورات وكثير من أنواع الحياة البحرية.
الانقراضات في الأزمنة الحديثة. حدثت الانقراضات في الأزمنة الحديثة بمعدل سريع، حتى أن بعض العلماء يعتقدون أن انقراضًا جماعيًا يجري الآن في العالم، وأن الأنشطة البشرية سببت معظم هذه الانقراضات. وأثناء الـ 200 سنة الأخيرة، فإن أكثر من 50 نوعًا من الثدييات، وربما 75 نوعًا من أنواع أخرى من الحيوانات، أصبحت منقرضة. إن طائر الدودو المنقرض، والأوك العظيم، وبط لبرادور والموة والحمام المهاجر، هي من بين الطيور التي اختفت. أما الثدييات التي أصبحت الآن منقرضة، فتشمل بقرة ستلر البحرية، ونوعًا من الحمر الوحشية يسمى غواجا. إن عدة أنواع تشمل حصان برزيفالسكي والبيسون الأُوروبي قد انقرضت في البرية ولكنها حُفظت في الأسر أو في حدائق مفتوحة.
وشكرا