نظرية العالمين توماس أهرنز وجون أوكيفي ومن تابعهما .. أن هناك نيزكا هائلا ارتطمبالأرض في منطقة يوكاتان من خليج المكسيك تسبّب في انقراض حوالي 70% منالكائناتالحية الموجودة علىالأرض ومنها الديناصورات .. هذا الارتطام الذي ترك حفرة هائلةقطرها 300 ميل نتج عنه قوّة تفجير هائلة تصاعد منهاالغبار بكثافة وحجب ضوء الشمس .. مما يعني حرمان النبات منالضوء، وبالتالي انقراضها وانقراض كل الكائنات التيتتغذى على النباتات بعدما انكسرت السلسلة الغذائية .. بالإضافة إلى الفيضاناتوالزلازل الناجمة عن وقع الارتطام
ولكن كم كانت قوّة التفجير وماهو حجم هذا النيزك ؟؟وإلى إي مدى نستطيع أن نتصوّرالعواقب الكارثية التي يُخلّفها ؟؟!
تصف المراجع والأبحاث الجيولوجية الأمر على النحو التالي :".. يعتقد أنالمذنب الذيأدى إلى إنقراضالديناصورات كان عرضه حوالى 10 كم وله كتلة تعادل تريليون طن Trillion tons أي ألف مليار طن، والطاقة التي تولدت من الإنفجاربسبب إصطدامهبالأرض تعادل 100مليون ميغا طن 100-million-megatons من مواد التي إن تي TNT (كلميغا طن يعني مليون طن)، وهذا معناه أن شدة الإنفجاركانت تعادل مائة مليون مليونطنمن مواد تي إن تي، مع العلم أن مخزون العالم من القنابل النووية يعادل (30-60) ألف ميغا طن (30,000-60,000)-megatons وأنه يكفي طاقة تفجير 8000 ميغا 8,000-megatons طنليدخل الكرة الأرضية في شتاء نووي أي شتاء قارس تتجمد فيهالمياهبسبب سقوط درجة الحرارةالشديد والسريع على وجه الأرض من جراء الغيوم الداكنةالمتشكلة من الإنفجار والتي تمنع ضوء الشمس لفترةطويلة من الزمن. وبالمقارنة فانشدة القنبلة التي ألقيت على هيروشيما Hiroshima كانت تعادل 13000 طن (أو 13 كيلوطن)، وأكبر قنبلة نووية مصنوعة في الوقت الحاضر الهيدروجينية وهي أشدنوع مميت منالقنابل النووية،وأكبر قنبلة هيدروجينية قد تصل شدتها إلى 50 ميغا طن أي أكبر منقنبلة هيروشيما بما يعادل 3850 ضعفا. وهذا معناه أنالإنفجار الذي الحصل من جراءإصطدم K-T كانت شدته 2 مليون ضعف من أكبرقنبلة مصنوعة في وقتنا الحاضر، أو مايعادل 7700 مليون ضعف منقنبلة هيروشيما، وحتى نتصور الأمر فشدة الإنفجار هذه كانت تعادلمجموع شدة إنفجار عدة قنابل مثل قنبلة هيروشيما فيماإذا إنفجر واحدة منها كل ثانيةعلى سطح الأرض لمدة 244 سنة مستمرة، فتصور ماذا سيحدث عندئذ لسطحالأرض. وهذاالإنفجار أدى تبخرالمذنب في الهواء من جراء إصطدامه بالأرض وإلى تطاير حوالي 100تريليون من المواد في الغلاف الجوي مثل بخار الماءوالغبار والتراب والصخورالمحترقة ثم بعد ذلك تساقطت هذه المواد على مدار الكرة الأرضية لتسببالحرائقولتشكل طبقةالإريديوم Iridium التي تأتي مع المذنب على سطحالأرض، وقد أكتشف أثارلهذهالمواد في 50 موقعا على مدار الكرة الأرضية مما أثبت أن الديناصوراتإنقرضتبسبب جرم أتى من الفضاءالخارجي .." ..
والجدير بالذكر أن عنصرالإيريدوم نادر الوجود على سطح الأرض، ولكنه يوجد بكثافة فيالنيازك والأجرام السماوية .. وقد تم العثور عليهبوفرة في طبقات طينيّة (Clay layers ) تفصل بين صخور حقبةالحياة الحياة الوسطى، حيث انقرضت فيه الديناصورات،وصخور العصر الذي يليه، وهو العصر الثلاثي .. ممايدعّم بشكل هام فرضية زوالا لديناصورات وفنائها من مشهد الحياة بعد هذه الكارثة الفلَكيةالكبرى ..
ولا يستبعد العلماء انقضاضنيازك أخرى على الكوكب الأرضي تقضي على حياة الإنساننفسه
لماذا انقرضت الديناصورات؟!
يعتقد الجيولوجيون أن الديناصورات وجدت في جميع مناطق اليابسة. وقد ظهرت هذه المخلوقات خلال العصر الترياسي، أي قبل حوالي 230 مليون سنة من الآن. وكانت اليابسة مكونة من كتلة كبيرة تسمى البانجيا. وخلال 165 مليون سنة من ظهورالديناصورات انقسمت البانجيا إلى كتل وقارات حتى وصلت إلى وضعها الحالي.
وقد سيطرت الديناصورات على الأرض، وهيمنت على معظم المخلوقات التي كانت موجودةفي تلك العصور السحيقة. كانت تتخاطب صوتياً وحركياً، وخاصة أثناء القتال فيمابينها، أو مع غيرها من الكائنات الأخرى. والذي شاهد فيلم الحديقة الجوراسية (Jurassic Park) يعجب بقوة الديناصورات وضخامة أحجامها، كما يتساءل كيف اختفت تلكالكائنات الجبارة فجأة، وكيف انقرضت تماماً من على وجه الأرض؟!
ولاشك أن الديناصورات لم تنقرض بين ليلة وضحاها، بل يمكننا أن نتوقع أن انقراضهاقد حدث على امتداد آلاف السنين، وهي فترة قصيرة جداً بالنسبة لسيطرتها على الأرضلملايين السنين.
وهناك عدة نظريات حول أسباب انقراض تلك الكائنات الجبارة. وفي خلال حقبة الحياةالمتوسطة للأرض تطورت بعض أنواع الديناصورات، واختفت لعدة أسباب. وكان الانقراضالشامل في نهاية العصر الطباشيري، كما انقرضت معها بعض الزواحف الطائرة والعائمة،وبعض الكائنات البحرية.
ويرجع بعض العلماء سبب انقراضها إلى تعرض الأرض إلى زخم هائل من تساقط النيازك،كما حدث في عام 1994م عندما تعرض كوكب المشتري الى تساقط كميات كبيرة من النيازكعلى سطحه، حيث أن حجم بعض هذه النيازك كان أكبر من حجم الأرض، أما بعض العلماءفيرجعون السبب إلى انفجارات بركانية هائلة أدت الى انتشار الغازات البركانية، وأدىذلك الى برودة المناخ، وقلة التغذية.
ويعزو بعض العلماء انقراض الديناصورات إلى تغير محور دوران الأرض والمجالالمغناطيسي.
وأميل شخصياً إلى نظرية العالمين توماس أهرنز وجون أوكيفي التي تقول بأن انقراضالديناصورات كان بسبب اصطدام نيزك قطره ما بين عشرة كيلومترات وخمسة عشر كيلومتراً،ووزنه ألف مليار طن. وقد أدى انحراف هذا النيزك الضخم الذي اخترق الغلاف الجويبسرعة تبلغ حوالي مائة ألف كيلومتر في الساعة الى تحرير طاقة حرارية هائلة بلغتحوالي مليار ميغاطن من مادة ت ان ت، مقارنة بقنبلة هيروشيما الذرية التي بلغت قوتهاعشرين كيلوطن، أو مقارنة بأكبر قنبلة هيدروجينية فجرها الانسان والتي تبلغ سبعينميغاطن من مادة ت. ان. ت (T.N.T) وهي قوة ضئيلة جداً كما ترى!!
وهكذا نرى أن ارتفاع درجة الحرارة هو الذي أدى الى التأثير على تلك المخلوقات،او التأثير على البيئة والنباتات التي تقتات عليها، وبالتالي إلى انقراضها نتيجةلهذا التلوث الحراري، والله أعلم.